يوميات آن فرانك (بالإنجليزية) من أشهر الكتب وأكثرها مبيعا في العالم. حيث بيعت منها حتى فترة قريبة أكثر من 35 مليون نسخة وترجمت إلى أكثر من 75 لغة. تدور أحداثها لمراهقة يهودية مع عائلتها وعائلة أخرى اضطرت للاختباء في ملحق لمنزل لمدة عامين تقريباً قبل أن يتم القبض عليها والآخرين والذين ماتوا لاحقاً وقبل فترة قصيرة من تحرير معسكرات الاعتقال النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

لقد كانت تطمح آن فرانك لأن تصبح كاتبة وصحفية. وأرادت أن تعيش. وقد عاشت الفكرة والرسالة التي أرادت أن تصل بعد موتها أكثر مما كانت ستستطيع بحياتها. والرسالة هي بأن ما حصل لا يجب أن يتكرر تجاه أي شخص آخر.

لم أكن أتوقف أبداً أثناء القراءة من تذكر وتخيل أهل غزة – فهم يعيشون في حالة شبيهة. مغلق عليهم من كل جهة. ومستهدفين في كل وقت. لا أمان ولا أدنى مقومات الكرامة الإنسانية واحتياجاتهم الأساسية وحقوقهم وحرياتهم منتهكة بشكل يومي. هذا ليس الإرث الذي حاولت آن فرانك من خلال يومياتها أن تنشره.

لقد امتدت كتابة اليوميات على مدى سنتين (12 حزيران 1942 وحتى 1 آب 1944). أي أنها بدأت تكتب يومياتها وعمرها 13 سنة. وتوفيت في العام 1945 من التفوئيد أثناء سجنها في أحد معسكرات الاعتقال النازية لليهود.

الفرق كبير في كتابتها في الصفحات الأولى (حتى منتصف الكتاب) ولكنها تصبح أكثر عمقا مع الوقت. يلاحظ بأن وجودها في هذا المخبئ أعطاها عمقا ونضجا في التفكير يتجاوز ما يُتوقع من مراهقة في عمرها.

لقد زرت وعائلتي الصيف الماضي المنزل الذي كانت آن فرانك مختبأة فيه وتساءلت حينها عن سر توافد مليون زائر سنوي لزيارة هذا البيت والذي تم الحفاظ عليه بحالته كما كان أثناء اختباء آن فرانك وعائلتها فيه.

إن أقل التفاصيل كانت ذات معنى مختلف لمن لا يستطيع حتى أن يفتح الشباك إلا في أوقات محددة. هؤلاء كانوا مختفين عن الأنظار لسنتين تقريبا خوفا من أن يتم نقلهم لمعسكرات الاعتقال النازية. لكن كان هناك أيضاً من ساعدهم من الناس الطيبة. وآن فرانك بالرغم من هذه الظروف كانت ترى الإيجابي من حولها أيضاً. كانت تعتبر نفسها محظوظة مقارنة بما يحصل مع غيرها.

أنصح بقراءة الكتاب. لا يجب أن يثنيكم صعوبة المتابعة في اول 200 صفحة. بعد ذلك ستكون القراءة أسهل وأسلس. والتفكير أعمق. والرسالة ستصل. على الأقل وصلتني.

قراءة ممتعة.