“لا يوجد وقت للتفكير. لا يوجد مكان للتفكير.”
ندوة حول دور الجامعة في انتاج المعرفة بتاريخ 23/10/2021 أتحدث في مداخلتي عن ثلاث نقاط:
1. ان ما تقوم به الجامعة الحديثة وتركيزها على انتاج المعرفة من خلال البحث والتخصص والنشر يؤدي إلى انعدام التفكير (thoughtlessness).
2. وان محاولة تحويل الاكاديمي (academic) بالضرورة لعالم(scientist) يقوم عمله على تطبيق مناهج محددة غير ضروري في بعض الحقول (مثلا في العلوم الانسانية والاجتماعية) بل قد يكون في المحصلة ضارا.
3. ان التخصص وان كان ضروريا لانتاج خريجين مناسبين للسوق الا انه يساهم في تحويل الانسان الى آلة، صحيح أنه منتج ومنفذ، ولكنه لا يفكر ولا يقرر . صحيح انه يجد أجوبة ولكنه لا يطرح أسئلة؛ يسعى لايجاد حلول للاشكاليات، ولكنه لا يعيد النظر بالأسئلة التي يخطط استراتيجيا وبفعالية عالية للجواب عليها.
في الجامعة الحديثة، الكل يمثل على الكل. الطالب يمثل على الأستاذ. والأستاذ يمثل على الإدارة. والإدارة تمثل على الطالب والأستاذ. الكل يبدو أنه يقوم بدور على مسرح. المشكلة هي: هل نثق بمثل هذه الجامعة حيث الكل يمثل على الكل؟
الجامعة التي لا تشجع التفكير والتي لا تستطيع بذلك أن تحدث شرخ في الصور النمطية المهيمنة في المجتمع لا تستحق أن تسمى جامعة. هي أشبه بأي دكانة في المجتمع المحيط. الجامعة دورها الاساسي بناء الانسان/المواطن، الذي يتساءل ويسأل وينتقد ولا يقبل الأنماط السلطوية المحيطة به.
asemkhalil.com 